من قلب الأحداث أُناجيكم ..

وكأننا فى غارة ..

الأنوار منطفئة .. الرعب يسود المكان ..

رصاصات غادرة تردى هذا قتيلاً .. وآخر يسقط متأثراً بجراحه ..

الصراخ يعلو فى الأركان ..

ومن بين مصراعى الشرفات يخرج الناس منصدمون ..

يتابعون فى شغف الأحداث ..

وقفتُ فى شرفتى .. وصوت الرصاصات الطائشة يرن فى أذنى ..

ويتردد صداها فى قلبى ..

وكأنها تخترقه ..

وارتجف جسدى .. ولأول مرة منذ بدأت هذه الأحداث المرعبة والليالى الطويلة الساهرة رجفه خوف..

بل رعب ..

وعلى إثرها .. سكبت عيناى دموعها ..

لا أعرف سبباً لبكائى ..

أمن رهبه الموقف ؟!! .. أم شده الخوف ؟!! .. أم على شبابٍ تُهدر حياتهم دون ذنبٍ اقترفوه ؟!! ..

أم على بلدٍ يكاد شعبها يضيع بسبب حكمٍ فاسد .. أو حكومة مُحتل كيانها ومُختل عقلها ..

أهى الحرب ؟!!!!!!!!

لكم تمنيتُ أن أحضر واحدة .. أجاهد فيها .. وأكون ممن يفنون حياتهم فداء لدينهم .. وأوطانهم ..

ولكن لم أعرف _رغم تحذير الأخرين _ أنها ستكون بهذه البشاعة .. وكل تلك القسوة ..

ونحن مازلنا على شفا حفرتها المُلتهبه ..

فماذا نفعل اذا استفحل الامر ؟!! ..

وكيف يكون مصير هذه البلدة التى لا تُحارب اعدائها .. وإنما يُحارب اهلها بعضهم البعض ..

فرحمتك إلاهى بنا .. وبأهلنا .. وعٍِرضنا .. وأرضنا ..

وعافنا من قسوة ايامنا ..

29/1/2011