معاااانااااة فلسطينيه!!!!..

في الطريق إلى غزة...

حين تترك أناساَ كانوا حياتك... أحببتهم ومنحوك حبا... يعز عليك فراقهم وفراق ست سنين بذكرياتها...
لا لم تكن ست سنين وحسب بل كانت حياة... حياة علمتك معان كثيرة للحياة...
تترك المكان... تترك الأشخاص... تستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه... تتركهم وتمضي... تمضي وكلك أمل أن تكون قد تركت ذكرى جميلة وأثرا طيبا... وتمضي عائدا إلى المكان الذي ضمك طفلا... ورعاك فيه والدين طيبين تحملا غربتك ست سنين وانتظرا طويلا اليوم الذي تعود فيه إليهما طبيبا...
تختلط عليك المشاعر... تأخذك معها بعيدا.. فحينا تمسح دمعة وأخرى تبتسم سعادة... وفي هذا وذاك تبقى موقنا بأن الله الكريم سييسر لك الخير حيث كان... تأخذ نفسا عميقا... تحمد الله وتسأله تعالى أن يكون معك ولك معينا... ومتوكلا على الله تمضي في الطريق...

أنت الان في العريش...
هنا في العريش ما أقرب غزة وما أصعب الوصول إليها... ما أقربها!! فما أشبه بحر العريش ببحر غزة!!.. وهذه نسمات عليلة قادمة من رفح ومن خان يونس تخفف جو العريش الحار وتطفأ شيئا من الشوق إلى هواء غزة...
ينتظر فتح المعبر هنا كثيرون... بعضهم ينتظر منذ أربعين يوما واخرون منذ شهر... وكل له حكايته... ضمهم العريش فنادقه وشققه... فنادق تحمل أسماء جميلة: الصفا.. التحرير.. السلام.. وفندق العبور!!....
وما ان تدخل أحد تلك الفنادق حتى تشعر وكأنك أصبحت في جزء من غزة بين أهلك أهل غزة... الكل هنا أسرة واحدة... فالكل ينتظر المعبر... تعرف أهل غزة بلهجتهم.. بسمرة وجوههم.. و بابتسامة أمل تقول لعل الفرج قريب... و بدمعة حبست بالعين لأنك لا بد أن تكون أقوى... أقوى من هذا الظلم ومن هذا القهر... تقهر دموعك وتقهر معها شعورك بالقهر...

يحتاجك البعض هنا لتثبتهم وتمنحهم الأمل في الطريق... بكلمات تخاطب بها نفسك قبل أن تخاطبهم...
هذه هديل طالبة التحقت بالجامعة الاسلامية عام 2006-2007 بعد حصولها على الثانوية العامة من السعودية حيث يقيم أهلها, وهي مضطرة للعودة كل عام للسعودية لتجديد إقامتها.. العام الماضي انتظرت طويلا بالعريش ولكنها لم تستطع الدخول وعادت هذا العام لتعيد المحاولة... هي في العريش منذ 20 يوما تنتظر أن يفتح المعبر!!
حركت صور تخرجي شجونها... صمتت طويلا ثم قالت: كما تخرجت هل سأتخرج؟؟ هل سأدخل غزة ؟؟؟ أم سأرجع هذا العام كما العام الماضي بدون جامعة وبدون حلم بالتخرج؟؟؟
أما الخالة أم حسام فقد تركت زوجها وابنتيها في السعودية وأتت إلى العريش منذ 40 يوما تنتظر أن تدخل غزة حيث هناك ابنيها اللذان أتما تعليمهما الجامعي ولم يستطيعا العودة إلى السعودية ولم ترهم منذ 4 سنين... جاءت تتمنى أن ترى حبيبيها تطمئن عليهما وتزوجهما... ولكن حال المعبر دون أن تفرح بهما... ولا حتى أن تراهما... واليوم حزمت أمتعتها وعادت إلى السعودية فما تبقى من إجازتها لا يكفى حتى لتشبع من رؤية ولديها بعد فراق دام 4 سنين!!! ثم حتى وإن دخلت القطاع فمتى ستستطيع الخروج منه عائدة إلى زوجها وابنتيها؟؟!!

بيت عزاء في فندق التحرير...
إنه الدكتور رائد ترك كندا وعاد سريعا إلى العريش منذ أسبوعين لعله يدخل قطاع غزة فيكون بجانب والده المريض... ولعله بالطب الذي تعلمه يستطيع أن يقدم شيئا لوالده الذي طالما شجعه على مواصلة مسيرته التعليمية... ولكن كان الموت أسرع إلى والده منه... طبعا فلم يقف الموت على معبر رفح كما وقف الدكتور رائد...

أما الحاجة أم محمد والحاج أبو محمد فكانا أول من تعرفت عليهم بالعريش... قدما من غزة للعلاج بمصر عندما فتح المعبر في 2-7 أتما العلاج في ثلاثة أيام ومنذ 6-7 وهما ينتظران المعبر... أوقف الحاج أبو محمد السيارة وسأل السائق "شايف ياابني في معك حقائب سفر, الركاب رايحين عالمعبر؟؟؟ في أخبار عن المعبر؟؟؟"

في أخبار عن المعبر؟؟؟ السؤال الذي تسمعه في اليوم عشرات المرات... وتسأله عشرات المرات... فلعل الخمس دقائق القادمة تحمل أخبارا عن المعبر.. تبقي حقائبك جاهزة للسفر فلعل غدا يفتح المعبر.. وهكذا تمر الأيام وأنت تنتظر فرجا من عند الله... تصبر وتحتسب وتستمد من صمود أهلك في غزة صمودا.. بل وتشعر بالعجز أمامهم.. فماذا يعني أن تحبس في العريش وهم في الحصار منذ سنوات؟؟ وماذا قدمت أنت أمام ما قدمه الشهداء والجرحى والأسرى؟؟... تواسي نفسك فعلى الأقل أنت هنا أقرب... أقرب إلى غزة... وأنت هنا كما أهل غزة ليس لك إلا الله...

اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس... أنت رب المستضعفين وأنت ربنا... إلى من تكلنا؟؟ إلى قريب يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا؟؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي غير أن عافيتك هي أوسع لنا... نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل علينا غضبك أو ينزل بنا سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك..

انت يا ندوش دايما بتقلبي مواجعي
في قصص كتيييييييير عن المعبر ومشاكل الناس
انا من غزه نمت اسبوع علي المعبر من الجانب الفلسطيني كي اسافر ولم استطع
الاعمار بيد الله عز وجل في ناس مريضه ما قدرو يسافرو من اجل العلاج بسبب المعبر
وقصص كثيره
الله يفرجها علينا
شكر لموضوع يا ندوش

انا اسفه يا رامي والله مو قصدي اقلب عليك مواجعك
والله يكون بعونك يارب بكرر اسفي للمرة الثانية
اســــــــــــــــــــــــــــــــــفه جدا جدا جدا